إلياذة الجزائر 

 



لمفدي زكريا

«اشنقوني..

فلست أخشى حبالًا

واصلبوني..

فلست أخشى حديدا»..

هكذا كان يردد كل من يعتلي مقصلة الفرنسيين، من شهداء الجزائر، قبل أن يستودع وطنه وقضيته لألاف الشهداء القادمين من خلفه، لتتحرر الجزائر وتصنع مجدها وإلياذتها، البيت الشهير السابق، أحد أشهر أبيات الشاعر الجزائري المناضل زكريا سليمان الشهير بـ«مفدى زكريا»،

يعرف ابن الجنوب، بأنه شاعر الثورة، وهو أيضًا مؤلف النشيد الوطني الجزائري المعروف «قسمًا» والذي لحنه في الستينيات المطرب والملحن المصري محمد فوزي، ولذلك النشيد قصة،  إذ قامه بتلحينه في باديء الأمر، الموسيقار التونسي علي السرياتي، بعدما حمله معه الشاعر وقت نفيه إلى تونس، بطلب من عبان رمضان، القائد الثوري وأحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني، أن يسارع بكتابة نشيد يعبر عن روح الثورة، وهو ما تم بعدها بأيام، كان ذلك في العام 1956.
وفي المنفى عرض «مفدى» نشيده على التونسي السرياتي، الذي قام بتلحينه ليشد من أزر الممناضلين بتونس من أعضاء الجبهة هناك، ولكن اللحن لم يجد صدى، وكذلك لم تتحمس له الجبهة، فحمل الشاعر نشيده مره أخرى إلى القاهرة، ليهدي الملحن والمطرب المصري الراحل محمد فوزي، اللحن المعروف والذي يتميز بالقوة ويحمل سمات النشيد الوطني، إلى الشعب الجزائري المناضل، ليصير هو النشيد الوطني الرسمي حتى الآن.