لا شيء يضاهي الشعور بالرهبة والخجل كأول يوم في صف لتعلم لغة جديدة، تفتح كتابكَ وتنظر إلى كلمات أو رموز مُبهمة، ولكن على كل حال هُناك أملُ، فبالرغم من صعوبة تلك الكلمات والرموز الغامضة، فقد تتمكن من فكِّ شِفرتها لتُصبح أداةً في ذخيرتك؛ لــمُحبي تَعلًم اللغات الجديدة لكم هذا المقال الذي يُسطر أصعب عشرة لُغات في العالم:
أولـــاً :- اليابانيّـة
وِفقاً لمَعهد الخدمات الأجنبية في اليابان، فإن اللُغة الأكثر صعوبة بالتعلم بالنسبة للذين لُغتهم الأصلية الإنكليزية هي اليابانية، وهذا التصنيف لا يأخَذ بالحُسبان اللُغة بذاتها فقط، بل القِيم الثقافية التي تأتي مع تعلّم أي لُغة؛ لذلك ربما ليس بالمُفاجئ أن تكون أصعب لُغة هي اليابانية، أما على المُستوى النَحوي فاليابانيّة أصعب لكونها تَختلف كُليّاً عن اللغة التي تتحدث بها فَهي تنتمي الى عائلتها اللًغويّة الخاصة -اليابانو أو اليابانو-رايوكايان، لذلك فالمُفردات لن تكونَ مألوفة سِوى بعض الكَلمات المُعارة من هُنا وهُناك، وبدلاً مِن الأبجدية في لُغاتنا فنظام الكِتابة اليابانية يَحتوي على أحرف من الصينية، بالإضافة إلى نوعين مختلفين للكِتابة المَقطعيّة، فإذا التقيت بأي شخص كان قد تعَلم اليابانيّة فربت على كتفهِ فَخراً.
عدد الأشخاص الذين يتحدثون بها: 127 مليون
ثانيـاَ:- الكُوريّـة
يتحدث باللُغة الكورية حوالي 80 مليون نسمة متوزعين بين الكُوريتين الشمالية والجَنوبية وفي الصين وحول العالم، وهي من النوع الذي يُطلق عليه علماء تاريخ اللُغات باللُغة المَعزولة، أي أنهم لم يتمكنوا في تصنيفها ضمن أي عائِلة لُغويّة معروفة، وهُنا يتبادر في ذهنِك أن المفردات لن تكونَ مألوفة مُطلقاً، ليس هذا فَحسب بل أن نظام الكِتابة يُدعى بالـ “هانجول” وهو نظام يجمع بين الأبجدية والمقاطع الكتابية، ليُشكل مزيجاً لغوياً فريداً، وأمر رائع آخر، أن هذه اللُغة ذات سبع مستويات للنُطق، بإبراز النِهايات اللفظية للكلام، حيث يتحكم المُتكلِم بطبيعة ومستوى رسمية الحديث حَسب الموقف.
عدد الأشخاص الذين يتحدثون بها: 78 مليون
ثالــثاً:- العَربيـة
عندما تتعلم العربية فأسهل شئ تبدأ به هو الأبجديّة، نعم رُبما لا تصدق ذلك، ولكن حقاً الكلمات العّربية ليست كأي شئ قد رأيتهُ أو سمعتهُ من قبل، ولستُ أتحدث عن الخّط فقط، فالعربية تتشكل فيها الكلمات بإضافة سلسلة من الأصوات والتي تعود بالأصل إلى جذر واحد، وعادة هي أحرف العِلّة الثلاث، فالنمط الصوتي هذا الذي ينشأ حول الجذر هو ما يُحدد صيغة الكَلام ما إذا كانت حالة نَحوية، أو عدد أو جنس؛ فكُل هذا يؤدي إلى معنى محدد.
وبعد أن تتعلم هذا كُله فأنت قد اعلمت الشكل الأدبي والنَص المكتوب من هذه اللُغة، أما اللُغة المَحكيّة فينطقها الملايين عبر رقعة تمتد عالمياً، لذلك فمِن غير المُفاجئ أن العَربية المحكيّة تَختلف من بلد إلى آخر، فبعض اللهجات تكون غير مفهومة بالنسبة للأخريات.
عدد الأشخاص الذين يتحدثون بها: 421 مليون
رابــعاً:- البولنديـة
يتحدّث البولندية أكثر من 40 مليون شخص حول العالم، ولكنها من النُدرة أن يتعلمها أحد كلُغة ثانية بالمُقارنة مع بقية اللُغات في هذه القائمة، فصعوبة البولندية تكمن في عدة مُستويات، فأولاً اللفظ، مثلاً أبسط كلمة في هذه اللُغة هي “مرحباً cześć” فلفظ هذه الكلمة أشبه بالكابوس لغير الناطقين بالبولندية، فمزج حرفيّ ‘CZ’ الثقيل والموتر معاً، مُلحقاً بحرفِِ صافر جداً ‘S’ ثم حرفاً يشبهه بدرجة الصفير ‘C’ (وبالمُناسبة ليس أي من هذه الأصوات تشبه الـ ‘S’ و الـ ‘C’ الانكليزية، ومن هُنا أتت سُمعة اللُغة البولندية على أنها “لُغة غاضِبة” .
وثانياً النحو فالمُستويات النَحوية أصعب من اللفظ بكثير،فالحالات لا يمكن ضبطها جيداً خصوصاً بالنسبة للمتحدثين بالإنكليزية التي تستخدم حالة واحدة، فالبولنديين لديهم 7 حالات، وكلاً منها تتأثر بالجنس، وكذلك لديهم 7 قواعد نحوية تختص بالجنس وليس اثنتين كالمُعتاد.
كما بإمكانك نفي أي اسمِِ بــ7 طرق مُختلفة، أما الأعداد فلها أكثر من 17شكلاُ، نعم يوجد 17 طريقة فقط لتقول “ستة” .
ولتجرب الصعوبة حاول أن تقرأ هذه العبارة باللسان البولندي: ‘W Szczebrzeszynie chrząszcz brzmi w trzcinie i Szczebrzeszyn z tego słynie’
خامســاً: الجوُرجيــّة
لن تجد الكثير من الأشخاص ممن يتجشمون العَناء لتعلُم لُغة صغيرة يتحدتها 4.3 مليون نسمة فقط في بلد صغير يقع جُنوب منطقة القوفاز وهو جورجيا يُكتب هكذا საქართელო ويُلفظ هكذا “ساك.ارت.فيلو” ، فبالإضافة الى الأبجدية التي تبدو غريبة جداً، فالقواعد النحوية غير مألوفة ومُغرية حيث من الممتع تعلمها، أما اللّفظ والأصوات فستختبر شيئاً لم تُمارسه قط، حيث يستخدمون وقفات أشبه بوقفات المزمار، لجعل الأصوات مُتناغمة،فالحرفين ფ و პ يُعطيان الصوت p، حيث لم أستطع التمييز بينهما، لكن بالنسبة للجورجي فالفرق كبير جداً.
فالجورجيون غير معتادين أن يتكلم الغير بلغتهم، فإذا أردت أن تتعلمها فعليك أن تقضي وقتاً لتستوعبها قبل أن تتجاوز هذه الصُعوبة .
سادســاً: الصينيـة الفُصحى
وتُسمى أيضاً باللُغة المندرينية أو الصينية الشَمالية، وهي اللُغة الرسمية لأغلب سُكان الصِين والذي يُعتبر البلد الأكبر من ناحية السُكان على مستوى العالم وتُنافس اللغة الإنكليزية في مناطق عِدة، فييتنام على سبيل المثال.
الماندرية أفعالها تفتقر إلى الأزمنة، على عكس الإنكليزية التي حيث الأفعال تقترن بأزمنة مختلفة، فمثلاً لابد من وجود مُحدد للزمان مثل “غداً والبارحة” في الجملة الإنكليزية.
كذلك في هذه اللُغة يستخدام الرنين؛ أي التلفظ بنفس الصوت بلهجتين مُختلفتين، وهذا سيخلُق كلمتين مُختلفتين، أما النظام الكِتابي فمعروف على أنه بالِغ الصُعوبة، فبدلاً من الأبجدية والتي تمنحك أن تعلم عدد محدود من الرموز والتي تُمثل الأصوات (وهذا بمثابة مفتاح لتتعلم اللُغة) لكن هذه اللُغة تستخدم حروف حيث كل حرف يُمثل كلمة، مبدئياً يُمكنك أن تقضي حياتك كلها تتعلم هذه الحروف -الكلمات- لكنك لن تستطيع أن تَحويها كلها.
اللُغة الصينية الأخرى هي الكانتونية فهي مُرتبطة بالماندرينية وهي أيضا بالغة الصعوبة، لكن بالرغم من ذلك اللُغتان ليستا مفهومتان من قبل الطرفين.
عدد الأشخاص الذين يتحدثون بها: 1200 مليون
سابــعاً:- الهنغاريــة
من المعلوم أن مُعظم اللُغات الأوربية تنتمي إلى عائلة اللُغات الهندو-أوربية، لكن ليس الهنغارية؛ فهي تحيّر معظم دارسي اللُغات، فهي تنتمي الى عائلة اللُغات الفنلندو-اوغرية محكية من قِبل 12 مليون نسمة، غير مألوفة على الإطلاق، ولتُتقنها يجب عليك أن تتخلى عن مفهومك عن كيفية عمل الكلمات وتكوين الجُمل، فلكي تقول (كنت مع صديقتي) ستمتزج كلها في كلمة واحدة وهي‘barátnőmmel’، فالنهاية للكلمة هي الحالة التي تُترجم إلى “مع” وهذه إحدى الحالات النحوية الهنغارية، واحدة من الحالات الـ 18، حيث يُرعب هذا الرقم اعظم باحثي اللُغات كاللغة الروسية -المتوسطة الصعوبة- حيث لم يستطيعوا التعرف سوى على 6 حالات كهذه .
ثامـناً:- التايلنديـة
لغة ينطق بها حوالي 20 مليون شخص، وهي جزء من عائلة اللغات الـتاي-كادية وهذه العائلة تحتل الغالبية من مناطق جنوب شرق آسيا وجنوب الصين، أما الكلمات الشائعة فهي مأخوذة من السنسكريتية (الهندية)، لكن على كُل حال هذا لم يُساعد على سهولة تعلمها، فبالإضافة الى كل الصعوبات التي سيواجهها فالأبجدية صعوبتها فوق المتوسط، فهي تحتوي على 44 حرف صحيح، و 15 عِلة، و 4 حركات تنوين.
المحكية والمُدونة التايلندية تتنوع بشكلين يُستخدمان حسب السياق الاجتماعي، وهذا يعني أن الدارس لهذه اللُغة عليه أن يحفظ الكثير من المُفردات. لكن الجيد في الأمر أنك إذا أنقتنت ألتايلندية فإنك سَتفهَم اللاويّة.
عدد الأشخاص الذين يتحدثون بها: 65 مليون
تاسعـاً:- المَغوليـة
ينطِقُ بها أقل من 6 مليون من الأقلية العِرقية المَغول في منغوليا والصِين، وهذه اللُغة من النوع التي يجب عليك أن تذهب لتتعلمها، وباختيارك، فالأبجدية تُكتب من الأعلى إلى الأسفل، وهذه بداية مُذهلة.
لكن على الرغم من اختيار السيريلية كأسلوب كتابة منذ الـ1941 ألا أن نسب الأميّة ارتفعت في البلاد منذ ذلك الحين، ومما تشذّ به اللُغة المَنغولية بالاشتراك مع الهنغاريّة، وهي تناغم أصوات العِلّة؛ مما يعني أن أصوات العِلة مُصنفة في مجاميع اعتماداً على مكان خروج الصوت من الحَلق، بالإضافة إلى أنه لا يُمكن جمع عِلتين من مجموعتين مُختلفتين في نفس الكلمة .
عدد الأشخاص الذين يتحدثون بها: 5,7 مليون
عاشراً:- الفِنلنديـة
الفِنلندية والهنغاريّة تنتمي إلى نفس العائلة الفنلندو-أوغريّة حيث تتشاركان في العديد من الحالات الشاذة ولكن حالة الفنلندية أقل بثلاث حالات حيث لها 15حرف فقط، فالأحرف المنفردة والمزدوجة تُعطي صوتاً مُختلفاً في الفنلندية، وهذا يسهل على الدارسين لهذه اللغة فهمها وكتابتها، لكنها أصعب مما تبدو، فهذا الاختلاف البسيط في الأحرف يُعطي معنىً آخر تماماً فمثلاً: رِياح= tuuli ، أماtuli = نار ، ولأنها لُغة غريبة فقد تكون الكلمات طويلة جداً على نحوِ مبالغ فيه، ولذلك فالكلمة تأخذ معانِِ عِدة عمّا مألوف في الإنكليزية. هُناك لُغة قريبة لها وهي الإستونية لكنها غير متشابهتين، على أيّة حال إذا تعلمتها يُمكنك أن تّفخر بأنك تعلمت أحد اللُغات التي اعتمد عليها J.R.R Tolkien في تأليفه للغة الإلفيش .
الإلفيش: لُغة مُصطنعة من قِبل جي ار ار تولكن وتعتبر لغة خيالية مُتأثرة بالفنلندية والويلزية وتُستخدم في الروايات وبعض الأفلام (المترجم)
عدد الأشخاص الذين يتحدثون بها: 5 مليون
إرسال تعليق Blogger Disqus